في اليوم الرابع من رمضان ( سرية سيف البحر )
|
رمضانيات |
4 رمضان (1 للهجرة )
4 رمضان سنة (1هـ) الموافق مارس سنة (623م) أمَّر رسول الله -ﷺ- على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب،
سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر، أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها عقد أول لواء للمسلمين، فما أحداثها ونتائجها؟
كانت عادة قريش أن تذهب بتجارتها إلى الشام لتبيع
وتشتري، ويسمَّى الركب السائر بهذه التجارة عيرًا، وكان يسير معها لحراستها كثير
من أشراف قريش وسراتهم، وكانت طريقهم إلى الشام تمر على دار الهجرة، فرأى النبي
صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليهم طريقهم، ويصادر تجارتهم ذاهبة وآيبة؛ ليكون في
ذلك عقاب لهم على إخراجهم لهم من ديارهم، وما أخذوه من أموالهم، وإضعاف لقوتهم،
فيكون ذلك أدعى لخذلانهم في ميدان القتال الذي لابد أن يكون وانطلقت سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر وفي شهر
رمضان من السنة الأولى هجرية ارتفع أول لواء في سبيل الله تبارك وتعالى، وكان لونه
أبيض، وحامله أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي رضي الله عنه حليف حمزة بن عبد
المطلب رضي الله عنه. تحركت الدورية في (مسير اقترابي) سريع نحو الهدف المحدد لها
وهو ساحل البحر الأحمر، حيث التقت بالقافلة القرشية ناحية العيص في منطقة نفوذ
قبيلة جهينة "فالتفوا حتى اصطفوا للقتال". وقبل أن يشتبك الطرفان في
مواجهة دامية، تدخل رجل من كبار رجالات جهينة في وساطة سلام بينهم، فقام بجولات من
المفاوضات المباشرة مع كل طرف على حدة حتى تمكَّن أخيرًا من النجاح في مساعيه
السليمة، فحجز بينهم مخشى بن عمرو الجهني، وكان مخشي ورهطه حلفاء للفريقين جميعًا،
فلم يعصوه فرجع الفريقان كلاهما إلى بلادهم، فلم يكن بينهم قتال. نتائج سرية حمزة
وقد كانت نتائج هذه السرية على المعسكر الوثني سيئة للغاية؛ حيث هزت كيان قريش
وبثت الرعب في نفوس رجالها، وفتحت أعينهم على الخطر المحدق بهم والذي أصبح يهدد
طريق تجارتهم، وبالتالي اقتصادهم. أما المسلمون فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية؛
حيث تصاعدت الروح الحماسية بينهم، وأعطتهم بعدًا عميقًا من الثقة بالنفس والجرأة
على عدوهم، ذلك الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة أبهرت قريش وأدهشتهم.
علق على هذا الموضوع